الجمال مدير عام للمنتدى
عدد المساهمات : 239 تاريخ الميلاد : 04/08/1984 تاريخ التسجيل : 20/06/2011 العمر : 40 الموقع : http://love.football4arab.net
| موضوع: {النسيان-بعض طبيعة الإنسان} الثلاثاء يوليو 19, 2011 6:30 pm | |
| اسم السورة : الكهف | رقم الآية : 24 { إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَداً }
قوله: {وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} تأكيد لما قبله أى: لا تقولن أفعل غدا إلا ملتبسا بقول: إن شاء الله، واذكر ربك -سبحانه- إذا نسيت تعليق القول بالمشيئة، أى: عند تذكرك بأنك لم تقرن قولك بمشيئة الله، فأت بها. قال الآلوسى: قوله {واذكر ربك} أى: مشيئة ربك، فالكلام على حذف مضاف، إذا نسيت، أى: إذا فرط منك نسيان ذلك ثم تذكرته. فهو أمر بالتدارك عند التذكر .. . وقال بعض العلماء ما ملخصه: للمفسرين فى تفسير قوله -تعالى-: {وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} قولان: الأول - أن هذه الجملة مرتبطة ومتعلقة بما قبلها: والمعنى: إنك إن قلت سأفعل غدا كذا ونسيت أن تقول إن شاء الله، ثم تذكرت بعد ذلك فقل: إن شاء الله. أى: اذكر ربك معلقا على مشيئته ما تقول إنك ستفعله غدا إذا تذكرت بعد النسيان. وهذا القول هو الظاهر، لأنه يدل عليه ما قبله، وهو قوله -تعالى-: {وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ} وهو قول الجمهور. الثانى: أن هذه الجملة لا تعلق لها بما قبلها، وأن المعنى: إذا وقع منك النسيان لشئ فاذكر ربك، لأن النسيان من الشيطان، كما قال -تعالى- عن فتى موسى: {وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ....}. وعلى هذا القول يكون المراد بالذكر: التسبيح والاستغفار، وعلى الأول المراد به أن تقول: إن شاء الله أو ما يشبه ذلك. والمقصود من هذه الآية الكريمة بيان أن تعليق الأمور بمشيئة الله - تعالى - هو الذى يجب أن يفعل، لأنه - تعالى - لا يقع شئ إلا بمشيئته فإذا نسى المسلم ثم تذكر، فإنه يقول: إن شاء الله، ليخرج بذلك من عهدة عدم التعليق بالمشيئة، وبذلك يكون قد فوض أمره إلى الله -تعالى-. وليس المقصود بها التحلل من يمين قد وقعت، لأن تداركها قد فات بالانفصال، ولأن الاستثناء المتأخر لا أثر له ولا تحل به اليمين. ثم ختم -سبحانه- الآية الكريمة بقوله: {وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَداً} أى: قدم -أيها الرسول الكريم- مشيئة ربك عند إرادة فعل شئ، وأت بها إذا نسيت ذلك عند التذكر، وقل عسى أن يوفقنى ربى ويهدينى ويدلنى على شئ أقرب فى الهداية والإِرشاد من هذا الذى قصصته عليكم من أمر أصحاب الكهف. قال صاحب الكشاف: وقوله: {لأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا ..} اسم الإِشارة يعود إلى نبأ أصحاب الكهف: ومعناه: لعل الله يؤتينى من البينات والحجج على أنى نبى صادق، ما هو أعظم فى الدلالة وأقرب رشدا من نبأ أصحاب الكهف. وقد فعل -سبحانه- ذلك، حيث آتاه من قصص الأنبياء، والإِخبار بالغيوب، ما هو أعظم من ذلك وأدل،. ثم بين -سبحانه- على وجه اليقين، المدة التى قضاها أصحاب الكهف راقدين فى كهفهم، فقال -تعالى-: {وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وَٱزْدَادُواْ تِسْعاً ...}.
الوسيط في تفسير القرآن الكريم/ طنطاوي | |
|